جريدة كُتاب إيلاف جريدة كُتاب إيلاف
randomposts

آخر الأخبار

randomposts
randomposts
جاري التحميل ...
randomposts

قصه بعنوان شَبح العجوز بقلم ندى السرساوي ✍️

 قصة بعنوان/شَبح العجوز



الأربعاء ١٧ ديسمبر من عام ٢٠١٢ بالتحديد في الساعة الثانية صباحًا، سمعتُ صوت تحريك الأواني، في بداية الأمر لم أُعطي أي اهتمام لذلك الصوت، ولكن كان الصوت يزداد بمرور الوقت، هُنا بدأت نبضات قلبي تنبُض سريعًا من شدة الخوف، ولكني كُنت أحاول التحكم في مشاعري، قررت أن اذهب نحو الصوت، بدأت أقدامي تتحرك نحو المطبخ ببطيء وكأن هناك شخص يمسك بي كي لا استطيع الذهاب هناك ومع ذلك الشعور كانت نبضات قلبي تزداد أكثر فأكثر، رأيتُ طفل صغير هو من يحرك تلكَ الأواني ولكن كانت ملامحه مخيفة جدًا. 

 -من أنتَ؟  

 قُلت ذلكَ وكان قلبي يرجف خَوفًا، بدأ ينظر لي نظرات مخيفة...نظرات حادة مُرعبة، لم أنسىٰ تلك النظرات، صرخت بأعلى صوتي من كثرة الرعب، ولا اعلم ماذا حدث بعد ذلك، ولكني استيقظتُ علىٰ صوت أخي وهو يفيقني ويضع علىٰ وجهي قطرات من الماء. 

 يسكُن أخي في نفس البيت الذي أسكن فيه ولكن في الطابق العلوي هو وزوجته وابنته الصغيرة. 

 -أين ذهب ذلكَ الصغير؟ 

 =عن أي صغير تقصد تامر، لا يوجد أحد هُنا، طفلتي مازلت نائمة. 

 -لا أقصد لوسي يا مالك، ولكني أقصد تلكَ الطفل الذي كان يحرك الأواني هُنا بالمطبخ. 

 =ماذا تقول أنتَ؟ هل أنتَ مَازِلْت بعقلك؟ 

 -نعم، اعلم ماذا أقول جيدًا كان يوجد طفلٌ هُنا، لماذا لا تصدقني؟ 

 = لا أقصد، ولكن ها هُنا نحنُ بالمطبخ، أين ذلكَ الطفل الذي تتحدث عنهُ؟، أخي أرجوك لا تُرهق نفسك في التفكير أكثر، واذهب إلىٰ غُرفتكَ لترتاح. 

 بالفعل ذهبتُ إلى غُرفتي وحاولت أن أنسىٰ الذي حدث. 

 

 تَمُر الأيام رتيبة، وفي يومٍ كُنت أعود من عملي وكان الوقت مُتأخر للغاية، وبينما كُنت أسير وحدي في الطريق شَعرتُ بأحد يركُض بقوة من خلفي، شَعرتُ وكأنهُ يُريد أن يمسك بي، فألتفت خلفي كي اعلم ما الأمر، ولكنني لم أجد أحد علىٰ الإطلاق، بدأ الخوف يُسيطر علىٰ قلبي، وبدأ جسمي يرتعد من شدة الخوف، عاودتُ النظر لأمامي وفي نفس الحين كُنتُ أحاول أن أترقب كُل المكان جيدًا، ولكني هممت السير رغبة في إنهاء الطريق رتيبًا والذي أصبح ولأول مرة بكامل حياتي مريبًا بعض الشيء. 

 

 جلستُ القرفصاء في إحدى جوانب غرفتي وبدأت في قراءة الأدعية، وفجأة عندما كُنت أقرأ الأدعية وبعض الآيات القرآنية تخيلت بشخص يمُر من خلف نافذة الغرفة، هممت مُسرعًا نحو النافذة ولكني لم أجد أحد، ذهبت إلى فِراشي ووضعت الغطاء علىٰ وجهي، رأيتُ شخص من خلف الغطاء كان يقترب نحوي وكأنه يُريد أن يخنقني، ولأن الغطاء كان رقيقًا استطعتُ أن أُلاحظ كُل هذا وفي نفس الحين كان هُناك صوت شخص يضحك بصوت مرتفع للغاية، ظل ذلك الصوت يتردد لمدة دقائق، ها هُنا قررتُ أن أقوم من علىٰ فراشي وكُنتُ على استعداد تام لمواجهة ذلك الشخص، ولكن هذه المرة أيضًا لم أجد أحد في الغرفة سوىٰ نفسي التي قد تبدو مُمزقة من شدة الخوف. 

 

 في صباح اليوم التالي صممتُ أن أتحدث مع أخي بالموضوع، ولكن للمرة الثانية لم يُصدقني

 =تامر كُل هذه الأحداث تخيلات فقط، لا أعتقد أن كُل هذا يحدث في الواقع. 

 -لا أخي أنا مُتقن جيدًا ماذا أقول، أقسم لك اخي أن كُل هذا حدث وكما أنتَ متواجد أمامي الآن. 

 

 طلب اخي مني أن أعيش معه في الطابق العلوي، عندما أخبرته بهذا الحديث، وافقت على طلبه مُسرعًا، لأني أصبحت أخاف العيش وحدي من بعد كُل هذا.  

 أخبر اخي زوجته هاجر أني سأعيش معهم في البيت، وطلب منها أن تُحضِر الغرفة الخاصة بي

 

 =تفضل تامر القهوة

 -شكرًا لكِ هاجر، اعلم أني سأرهقكِ معي الفترة المقبلة، ولكن عندما تتحسن أموري سأذهب علىٰ الفور

 =ماذا تقول أنتَ؟! أنتَ تعيش هُنا في بيت أخيكَ....وبيت أخيكَ في مقام بيتكَ تمامًا، لذلك إذا سمحت لا تقول مثل هذا الحديث مرةً ثانية. 

 -لا أعلم ماذا أقول عن لُطفِك هذا، حَقًّا نعم ما اختار اخي. 

 التقيتُ مكالمة من أحد أصدقائي يدعوني لحضور حفل مولده، وعندما أوشكت المغادرة، أعطاني اخي نسخة من مفاتيح البيت؛ لأنه كان يعلم أنني سأعود في ساعة مُتأخرة من الليل، قَضيتُ وقتًا جميلًا في الحفل مع أصدقائي، ويمُر الوقت رتيبًا ولم أشعر بأن الوقت قد تأخر كثيرًا، قررت الرحيل وبمجرد ما ركبتُ سيارتي شعرتُ بأن هُناك شخص في المقعد الخلفي من السيارة، نظرتُ في المرآة الأمامية، رأيت ذلكَ الطفل الذي كان يحرك الأواني من قبل، كانت عيناه حمراوان وأظافره طويلةٌ للغاية، ألتفت خلفي ولكني لم أجد أحد، عاودت النظر أمامي، ولكني رأيته للمرة الثانية في المرآة للحظات قليلة جِدًّا واختفىٰ، حَقًّا لم أعد قادر أن التقط أنفاسي من شدة الخوف. 

 

 فور وصولي إلى البيت، رأيت السيدة العجوز التي كانت تسكن في الشقة المجاورة من شقتي، كانت واقفة أمام المنزل وكما أنها كانت تتحدث مع أحد، تعجبتُ كثيرًا من ذلك الأمر؛ لأن الطريق كان فارغ تمامًا من البشر، ولكن عندما لاحظت وجودي في المكان، تغيرت ملامحها تمامًا، كانت نظراتها إلى مُخيفة جِدًّا، على عكس ما كُنت أراها من قبل، كانت تبتسم لي وتحكي معي كلمات جميلة، وكُنتُ أُحب التحدث معها دومًا؛ لأنها كانت تُشعرني بحنان أُمي التي فقدتها مُنذ طفولتي، صعدت هي على شقتها، وصعدت أنا إلى غُرفتي في شقة اخي، ودون أي حديثٌ بيننا. 

 

 في صباح اليوم التالي قررتُ أن أذهب إليها وأتحدث معها مثل ما كُنت اعتاد التحدث معها من قبل، ولأن أيضًا كان لدي فضول أعلم ماذا كانت تفعل أمس في ذلكَ الوقت المُتأخر؟، ومع من كانت تتحدث؟.

 طرقتُ الباب عليها مرارًا وأنا أُنادي عليها بصوتٍ مُرتفع، ولكن لم تستجيب، ظللتُ أطرق عليها الجرس أكثر من ساعة ومع ذلك لم تفتح لي الباب.  

"لعلها ذهبت في الصباح الباكر إلى مكان ما" 

 قُلتُ ذلكَ الحديث لنفسي بهمس، بعد ذلكَ ذَهَبَتْ إلى حارس المنزل. 

 -صباح الخير يا حاج مُصطفى

 =صباح الخير مستر تامر

 -ممكن سؤال بسيط -من فضلك-

 =أتفضل 

 -هل تعلم أين ذهبت السيدة عائشة في الصباح الباكر؟ ألم تخبرك إلى حيث ذهبت؟.

 =ماذا تقول مستر تامر؟!، السيدة عائشة ذهبتُ مُنذ تقريبًا شهر أو أكثر إلى أحد أقاربها في مكانٌ ما، ومنذُ ذلكَ الوقت لم تأتي إلى هُنا ولم أعلمُ عنها أي شيء. 

لا أقصد السيدة زينب التي تسكن في الطابق السابع، أقصد السيدة العجوز التي تسكن في الشقة المجاورة لي أمام شقتي. 

 =أعلم جيدًا ماذا تقصد، لم تأتي إلى هُنا مُنذ أكثر من شهر

 -ولكن ماذا تقول أنتَ، أنا رأيتها هُنا بالأمس، كان الوقتُ مُتأخر جِدًّا، والتقيت بها هُنا في مكانك هذا 

 =لا مستر تامر هذا أكيد من تخيلتك، لم تأتي هُنا من فترة لماذا لا تصدقني؟! 

 

 ظللتُ واقفًا أمامهِ عدة دقائق وأنا في ذُهُول تام من ذلكَ الحديث، ولكني طلبتُ منهُ مفاتيح شقتها كي أتأكد من ذلكَ الحديث بنفسي، لأن كان هُناك شعور يراودني بأنها متواجدة في البيت، قال لي أنهُ سيذهب معي كي يتأكد هو أيضًا، فُتح باب الشقة ولكني رأيتها مُتَّسِخَة تمامًا والأتربة متواجدة في كُل مكان، وهذا أكد لي صحة كلام الحارس. 

 =مستر تامر، ها هُنا نحنُ في الشقة ولا يوجد أحد مثل ما أخبرتك، كما أن البيت تملأهُ الأتربة، وهذا يدل على عدم وجودها مُنذ فترة وأنها...

 

 تركت الحارس يتحدث معي وذهبتُ رتيبًا إلى زوجة أخي وأخبرتها بكُل هذا. 

 =تامر الأمر غريبٌ للغاية، ولكن ماذا سنفعل؟ 

 -لا اعلم، ولكن أُريد أن اذهب إلىٰ شقتها مرة أخرىٰ، لعل أجد شيء لحل كُل هذا، ولكني أُريد أن اذهب دون أن أُخبر أحد. 

 =دعني أذهبُ معكَ تامر 

 -لا أُريدكِ أن تتعرضي لمشاكل، انتظري هُنا وأنا سأذهب وحدي. 

 =لا تامر سأذهبُ معكَ إذا سمحت. 

 وافقت على طلبها هذا وطلبتُ منها ألا تُخبر مالك بهذا الحديث؛ لأني كُنت أعلم أنهُ سوف يمنعني أن أفعل هذا. 

 -ولكن يا هاجر كيف سنحصل على اَلْمِفْتَاح دون أن نخبر الحارس؟ 

 ظلت تفكر لحظات ثم ذكرتني بذلك المنور الذي يوجد في شقتي المواجهة لمنور ذلكَ السيدة العجوز، ذهبتُ إلىٰ ذلكَ المنور المتواجد داخل شقتي على الفور وَقَفَزَتْ إلي منور شقتها، وفتحت الباب مُسرعًا لِ هاجر وأغلقتهُ بعد ذلكَ حتىٰ لا يُلاحظ أحد بذلك. 

 =تامر ها هو حفيدها التي كانت تحدثني عنهُ دَومًا. 

 تعجبتُ كثيرًا عندما رأيتُ الصورة، كانت ملامحه تشبه ذلك الطفل الذي كان يُطاردني في السيارة. 

 -هاجر ها هو الطفل نفسه. 

 =عن أي طفل تتحدث؟ 

 -الطفل الذي كان بسيارتي بالأمس. 

 =ماذا تقول أنت؟!، هل أنتَ مُتأكد من ذلك؟ 

 -نعم، مُتقن تمامًا ماذا أقول. 

 أخبرتني هاجر أنها ستأخذ معها صورة ذلكَ الطفل وتذهب بها إلى أحد الشيوخ وتخبرهُ بكُل هذا.


 "لا تأخذوا الصورة من مكانها"

 أثناء خروجنا من الشقة وجدنا هذه الجملة مكتوبة بخط كبير جِدًّا على باب الشقة من الداخل، تعجبنا كثيرًا من الأمر، ومع ذلكَ صممت هاجر أنها ستأخذ الصورة معها. 

 بدأت أتصفح عن هذا الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي لعل أجد شيء يساعدني كيف أتصرف، بعد فترة سمعتُ أحد يطرق الباب، لا بد أنهُ مالك، يبدو أنهُ عاد من عملهُ، فتحتُ الباب ولكني لم أجد أحد، وعندما أغلقتهُ سمعتُ طرق مرة أُخرىٰ، فتحت الباب واتجهت نحو غرفه اخي، وجدتُ تلك السيدة العجوز واقفة في منتصف الممر، ولكنها لم تكن على هيئتها التي اعتاد رؤيتها من قبل، كانت تُحدق في بشدة وتقترب نحوي بنظراتها المخيفة، ولم استطع الوصول إلىٰ غُرفة اخي، أسرعت إلى غُرفتي وأغلقتُ الباب مُسرعًا، أخذت تطرُق الباب مرة أُخرىٰ، بدأ قلبي يرجف خَوفًا، حَقًّا تَملكني الخوف، ولم أعد قادر على التقاط أنفاسي، بدأتُ أنادي على هاجر بصوت مرتفع، ولكن لم تستجيب، ومازال الطرق مُستمر. 

 تلقيت رسالة من الواتساب، كنتُ في ذهول جِدًّا من هذه الرسالة، كانت صورة لي من داخل غرفتي. 

 من هُنا؟ 

 هل يوجد أحد هُنا؟ 

 لما لا يردُ أحد؟ 

 وجدتُ على الحائط رسالة مكتوبة بالدماء "ألم أخبركُم ألا تأخذوا الصورة" 


          

            أتمنىٰ أن تكون أعجبتكم 💙

             أكتُب تعليقك فضلًا💙

          انتظروا الجزء الثاني قريبًا💙


بقلم /ندى السرساوي ✍️


  1. لما ندى تحب تبدع
    تحفة ياروحي بالتوفيق وان شاءالله كتاب قريب♥

    ردحذف
  2. افتخر بشريكتي. ولكي مني افضل تحيات ❤️

    ردحذف
  3. بالتوفيق يحبيى ♥️♥️♥️

    ردحذف
  4. حلو حلو اوووي استمري
    بالتوفيق يا قمر ♥️♥️

    ردحذف
  5. جميلل جداا منتظرة❤❤

    ردحذف
  6. الجزء التاني علي السريع فضلاً
    قمر بجد ��♥♥♥♥♥♥♥♥♥

    ردحذف
  7. جمداااان وربنااا يلا منتظره الجزء التاني ان شاء الله ♥♥😍

    ردحذف
  8. اي الجمال والعظمه دي يبتاعه بجد 🥺♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  9. عاش بجد العظمة دي عجبتني

    ردحذف
  10. جميله جدا زيك بالظبط⁦♥️⁩⁦❤️⁩

    ردحذف
  11. جميل جداااا ياندى ربنا يسعدك ....ايه الابداع ده

    ردحذف
  12. قلبي انتي ياندا والله من توفيق لتوفيق ان شاء الله ويارب تبهرينا ديما بقصصك الجميله

    ردحذف
  13. كتابتك وأسلوبها جمال جدا بجد انسجمت مع الأحداث وحقيقي اترعبت ودا مؤشر كويس 😂😂🧡

    ردحذف

التعليقات



جريدة كُتاب إيلاف، جريدة أدبيه لنشر كل ما يَخص الأدب من خواطر، نصوص، مقالات، قصص، روايات، شِعر، حوارات صَحفية، كُتب إلكترونية، مواهب مُختلفة، كما أنها جريدة إخباريه، لعرض كل ما هو جديد من أخبار على مدار اليوم.

إتصل بنا

زوار الموقع

زوار الموقع

أعلن معنا

موضوع مُميز

«ترنيمة قلب» كتاب لمجموعة كُتاب

 كتاب «ترنيمة قلب»  لتحميل كتاب«ترنيمة قلب» أضغط هُنا https://www.mediafire.com/download/x47yzn4cyz5k578

الساعة الآن

جميع الحقوق محفوظة لـ

جريدة كُتاب إيلاف

|

تصميم أحمد كِشك