"في حب مصر"
يا حبيبي هذه البدايةُ تخْتلف، هذا البريقُ الساكنُ الجفنينِ ما بين البدايةِ والنهايةِ يختلف، هذه الوجيعةُ حين يذكر اسمُها أو حين يعلو في الدماء ندائُها، هذه السطور تألفت وتجمعت كلماتها؛ كي تستحيل قصيدةً، هذه القصيدةُ تختلف.
مصر هي أم الدنيا التي تميزت منذ القدم بالفن والحضارة والعراقة، مصر عالم من الخيال والسحر، فعند ذكر إسم مصر فإنّ أول ما يخطر علىٰ البال؛ أطول نهرٍ في العالم وهو نهر النيل، مصر كريمة وجميلة بأبنائها وآثارها وتماثيلها وهي متحف العالم، وقد تغنىٰ بها الشعراء ومدحها العلماء والأدباء، وفي هذه المقاله سوف أقدم لكم أجمل ما قال العلماء والشعراء في مصر.
_ من أين نَبدأُ يا مصر الكلام؟ وكيف نُلقي عليكِ السلام؟ قبل وقفة الأحترام؛ لأن في عينيكِ الأيام، والأعلام، والأقلام، والأعوام، فالحبُ لكِ أرضٌ والجمالُ سقفٌ، والمجدُ لكِ وقفٌ، يا داخل مصر، منكِ ألَفٌ ما أحسنَ الجيدُ والجفن والكفُ!
إنّ مصر بالنسبة للعرب القلب، وإذا توقف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة، سلامٌ عليكِ يا أرضَ النيل يا أُم الجيل، سلامٌ علىٰ أرضٍ وطئها الأنبياء، سلامٌ علىٰ بلدَ العلم والعلماء، سلامٌ دائمٌ إلىٰ وقت الفناء.
_ يا بلدًا أحببتها في زمنٍ ما قبل زمان الأرواح، ما قبل النهرِ وقبل البحر، وقبل السُكر، وقبل الفُجر وقبل الراح، إنّي أحببتكِ في زمنٍ لا تعرف كيف تّسافر في الأوردةِ جراح؟
أرض إذا ما جئتها متقلبًا في محنةٍ ردتك شهمًا سيدًا، وإذا دهاك الهم قبل دخولها فدخلتها صافحتَ سعدًا سرمدًا، فقْل للأخيار المكرمين الوافدين إليها مغرمين والقادمين إليها مسلمين ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.
_صارتْ إلىٰ مصرَ أحلامي وأشواقي، وهلّ الدمعُ فصرتُ الشاربَ الساقي، وفي ضلوعي أحاديثٌ مرتّلةُ ومصر غايةُ آمالي وترياقي، يا ركبَ المحبين أين ما حللتم وارتحلتم وذهبتم وأقبلتم؟ اهبطوا مصر فإنّ لكم ما سألتم، ارتبط الكثير من الأنبياء بمصر، من خلال حكايات شهيرة تم ذكرها في القرآن الكريم في العديد من الصور والآيات القرآنية، فقد وجد الإسلام في مصر أعياده، كنتم يوم الفتح أجناده، وكنتم مداده عام الرمادة، أحرقتم العدوان الثلاثي وأسياده، وحطمتم خط بارليف وأعتاده، وكنتم يوم العبور أسياده.
_ مصر يا سفينة مهما كان البحر عاتي، فلاحينك ملاحينك يزعقوا للريح تواتي، فصباحُ الخيرِ يا أرض الكنانة، يا ناصرة الديانة، يا حاملة التاريخ بأمانة، يا حافظة عهد الإسلام، يا راعية الجمال في رزانة، مصر الأم، الوطن الكبير، الذي لا يستطيع أي شخصٍ علىٰ أرضها الإستغناء عنها، ساكنةٌ في قلوبنا، حيثُ إنّها الحماية والسند، وعندما تتعرض؛ لأي نكسة فإنّها بمثابة الكسرة؛ لأبنائها لذا يعودون بسرعة شديدة من جديد ويأخذون بأيديها.
_كم ذا يكابد عاشقًا ويلاقي، في حب مصر كثيرة العشاقِِ، إنّي لأحمل في هواكِ صبابة، يا مصرَ قد خرجتي عن الأطواقي، لهفي عليكِ متىٰ أراكِ طليقةً، يحمي كريم حماكِ شعبٌ راقي، وتهزُني ذكرىٰ المروءة والندىٰ، بين الشمائل هزة المشتاقِ، والشمس تبدو في الكئوس وتختفي، والبدر يشرق من جبين الساقي، بألذ من خلقٍ كريم طاهرٍ قد مازجته سلامة الاذواقِ، فقد تميزت مصر بالجو الجميل الدائم، والأماكن السياحية المتعددة في مختلف أراضيها، ومصر تجمع بين الحضارة والحداثة، وهي بلد الفن والتراث الجميل الذي يعشقه العالم أجمع.
أتريدُ من قولي دليل؟! سيظل حبكِ في دمي، لا لن أحيد ولن أميل، سيظل ذكركِ في فمي، و وصيتي في كل جيل، حبُ الوطن ليس إدعاء، حب الوطن عمل ثقيل، ودليلُ حبي يا بلادي سيشهدُ به الزمن الطويل، فأنا أُجاهد صابرًا؛ لأحقق الهدف النبيل عمري سأعمل مخلصًا.
بقلم /رحاب نجم
دمتُم بخير أحبائي في الله💙
