«اسكريبت بعنوان ظلم الحياة»
فاطمه تبكي بصمت ولا تستطيع الكلام لإيقافه أما هو فذهب وتركها …
الام /يلهوي بنتي! إجري بسرعه هاتي عربيه ننقل اختك في المستشفى …
الطبيب /صدمه عصبيه فقدتها القدرة علي الكلام.
الام بحزن /هي خرساء اصلا يادكتور.
الطبيب /تمام الف سلامة شويه وتقدروا تشوفوها …
الام /مالك يابنتي احكيلي ايه اللي وصلك للحاله دي …
بدأت فاطمه تقص عليهم ماحدث بلغه يفهمونها …
الام /منه لله الظالم والمفتري.
انفجرت اساريرها بالبكاء …
أخت فاطمه /اهدي بس هو طلقك؟!
اومأت رأسها بمعني لا …
اخت فاطمه /يعني سايبك كدا لاطايله مايه ولا طايله نار.
تمر الايام والليالي والاعوام وفاطمه تلازم الفراش يخيم عليها الحزن يلازمها التفكير فكل مايدور ببالها لمَ تزوجني من الاساس؟ لمَ عطف علي؟ لم أحتاج لعطفه، لمَ لم يتركني عانس بدون زواج؟ لم َانت قاسية علي ايتها الحياه؟، ومن ثم تتذكر جملته الاخيره …
هشام /انا مش قادر اعيش مع واحده خارسه انا تعبت منك انا هسافر وامشي من الحياه المقرفه دي.
فتنزل دموعها بصمت حارق يؤلمها من الداخل، فتسأل نفسها هل قصرت معه؟ هل اغضبته؟ هل اجبرته علي الزواج مني؟ هل ذنبي اني خرساء؟ اذا لماذا فعل بي ذلك وتركني لماذا؟!
فتدخل عليها اختها وتجدها بهذه الحاله …
أخت فاطمه /بصي ياحبيبتي انا عارفه ان اللي حصلك مش سهل ويزعل بس انت مؤمنه صح؟ وعندك ثقه في جبر ربنا مش كدا؟ ممكن يكون ده امتحان من ربنا ليكي يشوفك هتصبري ولا هتجزعي وانت عارفه ان بعد عسر يسرا نقول الحمدلله ونصبر ونقرب من ربنا وندعيه هنلاقيه موجود في اي وقت نحتاجه هو اللي بقيلنا في الاخر كل هيمشي الا هو اصبري لعل تكون جزاتك جنة عرضها كعرض السموات والارض اعدت للمتقين ربنا يقويكي ياحبيبتي.
فاطمه لنفسها الهذا القدر كنت مقصره في حق ربي لمَ لم اصبر سامحني ياالله وقوني كي اخرج من محتني هذه ألهمني الصبر والسلوان، وقامت للتوضأ وتفرد سجادة الصلاة وتجلس بين يديه وتتحدث معه فقد اشتاقت للتحدث معه …
الام /هنعمل ايه يابنتي اختك هنا بقالها شهرين والناس عماله تتكلم جوزها فين جوزها فين سابها ولا طايله جنه ولا طايله نار كان طلقها بدام مش عاوزها يارتني ماكنت جوزتها يارتني كنت قعدتها جنبي ولا يحصل فيها كدا.
اخت فاطمه /خير باذن يأمي وعسي ان تكرهوا شيأ وهو خير لكم وعسي ان تحبوا شيأ وهو كره لكم.
سمعت فاطمه هذا الحديث من خلف باب غرفتها وكانت دموعها ستفر منها ولكنها ذهبت لمستعها والمهون عليها الله ذهبت كي تشكي له وهي واثقه باجاد حل لهذا المأزق ودموعها تهطل علي سجادة الصلاة، ربي ان راضيه بقضائك واحمدك عليه ولكني تعبت هون علي وعافني …
بعد مرور الايام وقد تعافت فاطمه تماما من مأزقها هذا،اذا بباب البيت يطرق طرقا شديد تري من هذا الذي اتي في ساعة متأخره من الليل …
الام من خلف الباب/ميين؟
هشام /افتحي ياخالتي انا هشام.
فتحت الام بغضب وانفجرت بوجهه /وليك عين تيجي بعد اللي عملته.
لم يبالي هشام لكلامها وانما سألها /فاطمه فين؟
الام /ملكش دعوه بفاطمه سيبنا في حالنا بقي احنا مصدقنا انها بقت كويسه بعد اللي عملته فيها.
تركها هشام تتحدث وذهب للداخل يبحث عنها والام تجري من خلفه كي توقفه،فاذا به يجدها جالسه علي الفراش تقرأ في كتاب الله،يالله اشتقت لذاك الوجه الملائكي اشتقت لحضنك الدافئ فهل ستعفي عني؟! لم يمكث كثيرا وذهب اليها وارتمي بين احضانها واخذ يبكي كالطفل الصغير …
هشام ببكاء بين احضانها /انا عارف ان اللي عملته مستاهلش السماح عليه بس علشان خاطر ربنا سامحيني والله انا عمري ماهزعلك ابدا بعد النهارده انت اللي بقيالي انا اسف سامحيني.
يالله ماذا تفعل هذا اخر شيء كانت ستتوقعه احساس الصدمه مسيطر عليها هل تضمه اكثر ام تدفعه عنها عقلها يقول لها لا تعفي عنه وقلبها يقول لها سامحيه ففي النهاية هذا زوجك قرة عينك صراع بين الاثنين،ولكن غلبتها طيبتها اخيرا واستسلمت لقلبها وشددت علي احتضانه،فنظر لها فأومأت له بدموع واخذها بين احضانها فقد اشتقت لكي ياصغيرتي، ياله من مشهدمؤثر، بكت الام اثر ذلك الموقف فمذا تريد سوي سعادة ابنتها ودعت لهم بالسعادة والهدايه …
بعد مرور عامين انجبت فاطمه ثلاث تواأم ولد وبنتان وعاشو في سعادة تحت الظل الرحمن …
(أذيت اذاً كبير ولكن كان جبر الله اكبر)
لاتعب احدا لمجرد عيب في خلق الله له فهذا كفر لعله احب الي الله عنك ياكامل النعم تجده الي الله اقرب ويشكر الله علي كل حال وانت لاتفعل سوي التنمر عليه ومضايقته كن مثله تقرب منه علك تجد السعادة معه وتتعلم منه معني الحياه كن متواضع ذا اثر طيب يحبك الله فيحبك الجميع.
للكاتبه /اسراء شريف.
اذكروني بدعوه من فضلكم ولكم بالمثل واكثر 🦋
