جريدة كُتاب إيلاف جريدة كُتاب إيلاف
randomposts

آخر الأخبار

randomposts
randomposts
جاري التحميل ...
randomposts

حدوتة بعنوان "الوفاء بالوعد" بقلم الكاتبة هاجر أحمد عبد الحي"شجن"✍️

 




#حدوته

العنوان/الوفاء بالوعد.

_أحمد رجع!

بعد ما سمعت الجملة دي محسيتش بنفسي غير وأنا بجري على السلالم، أو بمعني تاني بطير من عليها، مش مصدقه نفسي، وأخيراً رجع، أخيراً هشوفه بعد السنين دي كلها!

وصلت عند باب العمارة ووقفت، شوفته؛ كان عاطيني ضهره وهو بينزل الشنط من العربية، إلتفت فشافني، ياااااه لسه زي ما هو متغيرش، ملامحه هيّ هيّ، دقنه الخفيفة، عيونه البني، كل حاجه زي ما هي، ولا كأن عدَّى بُعده خمس سنين.

بصلي بابتسامته الهادية، ونطق اسمي ما بين شفايفه.. رجع نطقه تاني بوهن وصوت مهزوز:

_فاطمه.

عيونه دمعت وانا بدأت أبكي، مش ببكي علشان أنا بحبه، أو إنه وحشني أوي، تؤ تؤ، أنا ببكي بس علشان شوفت دموعه مش أكتر.

ساب شنطته وإجا وقف قدامي، وبصلي بعيونه اللي مليانه دموع.

مسك إيدي بإيديه الإتنين وقال:-

-وحش.....

مكملش كلمته ورجع نظر لإيدي بصدمه... ساب إيدي ورجع للخلف خطوة وهز راسه يمين وشمال كأنه بيرفض اللي شافه.

دموعي نزلت أكتر كأنها شلالات، كنت خايفه من ردة فعله دي.

لكن فجأة وقف، ولبس نظارته يداري بيها دموعه، سحب شنطته ووقف قدامي، ابتسم بكسرة وحزن وبص لإيدي تاني، أو بالأخص للدبلة اللي فيها وقال:-

-مبروك الخطوبة.

سحب شنطته وطلع على فوق من غير ما يسمع حتي ردي، فضلت واقفه دقايق، وبعدين طلعت جري على فوق، دخلت غرفتي وأنا دموعي على خدّي.

أنا وأحمد جيران في نفس العمارة، شقته جنب شقتنا، من صغرنا واحنا مع بعض، كان هو ليا كل حاجه، كان دايماً يقعد معايا، يذاكر لي، نروح المدرسة سوا.

لحد ما إجا اليوم اللي والدة قال فيه إنهم هيسافروا أمريكا علشان أحمد يكمل دراسته هناك، وقتها أنا قلبي وجعني من فكرة إنه يبعد عني، فضلت أبكي في غرفتي، وكنت رافضه أكلم أي شخص.. فجأة لقيته داخل غرفتي من البلكونة؛ لأن بلكونته جنب بلكونتي، وفضل يتكلم معايا ويصالحني، وإعترفلي بحبه.

-فاطمة أنا بحبك أوي، ومش زي الاخوات، وأظن انتي ملاحظه كده من زمان، عارف إني جرحتك بخبر سفري، لكن صدقيني أول ما أخلص دراستي هرجع على طول، ومش هتأخر عليكي، بس انتي اوعديني إنّك هتنتظريني، ومش هتكوني لغيري.

=وأنا بحبك أووي يا أحمد، وأوعدك إني هنتظرك ومش هكون لحد غيرك.

زاد بُكائي أكتر وأنا بفتكر كلامه ليّا، ووعدي ليه، وأنا اللي أخلفت بالوعد ده، واتخطبت لغيره، لكن غصب عنّي مش بإرادتي.

أنا مغصوبة على كده، ماما عارفه إنّي بحب أحمد جدًا، ومع ذلك متكلمتش مع بابا لما قال إنّي هتخطب، لكن هو أصرّ لأن أنا من خمس سنين وأنا برفض أيّ شخص يتقدملي، وماما كانت فقدت الأمل في رجوع أحمد، والنهاردة لما قالتلي إنّه رجع حسيت بنبرة الحزن والكسرة في صوتها.

طلعت البلكونة كعادتي أبصّ في الشارع على الناس، على ضحكتهم وحزنهم، على فرحتهم وزعلهم.. وبعد مُدة من وقوفي، مش عارفه عدّت ثواني، ولا دقايق، لقيت أحمد طالع هو كمان بلكونته اللي بينها وبين بلكونتي سور حديد صغير.

فضل شارد هو كمان في الشارع، وأنا فضلت شارده أنا كمان، وعيوني مليانة دموع.

_ليه؟

قالهالي؛ فبصيتله.. لقيته لسه شارد في الشارع، لفّيت وشي وبصيت للشارع تاني.

=غصب عني صدّقني.

قُلتهاله ف لفّ وشه، وبصلي بحزن، وغضب، وانكسار.

_بس انتي وعدتيني!

هنا مقدرتش أتحكم في دموعي اللي فجأة بقت أنهار بتجري على خدودي.

=غصبوني عليه؛ لأن ماما فقدت الأمل في رجوعك!

_وأنا رجعت!

=مكنتش....

مكملتش كلامي لأني سمعت ماما بتنادي عليا، رديت عليها إني جايه، بصيتله وقولت:-

=ماما عيزاني!

_هتطلعي هنا بالليل زي زمان؟

ابتسمت بحزن ورديت..

=هطلع هنا بالليل زي زمان.

ابتسملي ودخلنا احنا الاتنين.

انتهيت من اللي ماما كانت طلباه منّي؛ وفضلت قاعده في غرفتي لوقت الليل.

طلعت بلكونتي في نفس المعاد زي كل يوم من وأنا صغيره...لقيته واقف يبصّ على الشارع وشعره بيطير يمين وشمال، لفّ ونظرلي نظرة خالية من أيّ تعبير، وقتها حسيت روحي انسحبت منّي.

نَطّ من على السور وقعد جنبي، وفضل يتكلم معايا كتير، وفي نص الكلام قالّي وهو باصص قدامه:-

_فاطمة.

=اممم

_لسه بتحبيني؟

صدمني بسؤاله.. أيوه كنت مُدركه تمامًا إنّه هيسألني السؤال ده، بس أنا بردو انصدمت.

فضلت ساكتة مش عارفة أجاوبه بإيه..

_كده وصلني رَدِّك.

قالها وهو بيقوم من جنبي فَمسكت إيده بسرعه ورديت عليه ودموعي بتنزل..

=أيوة بحبك، بحبك لدرجة إنّي استنيتك كتير أوي، لكن في النهاية كَأيّ أب خايف على حياة بنته خطبني لإبن صديقه.

رجع قعد جنبي تاني وبصّلي وقال:-

_وليه متنهيش الخطوبة دي؟

=مقدرش، هقول لبابا اي؟.. لازم يكون في سبب قوي علشان أنهيها!

مردش عليّا وفضل ساكت، فجأة لقيته قام وقف ونَطّ لبلكونته وبصّلي بابتسامة..

_مش هتكوني لحد غيري يا فاطمة.

ابتسمت وهزيت راسي بالايجاب ووقفت، وقلتله وأنا بدخل:-

=تصبح على خير.

_وانتي من أهلي.

نفس الكلمة منسهاش مع مرور الزمن دا كُلّه، كان دايمًا يقولها ليّا لما أدخل غرفتي بالليل علشان أنام.. "وانتي من أهلي" كلمة بحبها جداً مِنّه.

          *********************

عدّى أسبوعين على اليوم اللي أحمد رجع فيه، كان خطيبي أو اللي هو أنا المفروض أعتبره كده بيجي عندنا البيت علشان يقعد معايا، لكن مكنش بيعرف يقعد معايا ويتكلم على راحته لأن أحمد لما كان يعرف إنّه هنا كان بيجي يقعد عندنا، وبابا مكنش بيزعل أو يتكلم لأنه بيحبه جداً.

في يوم خطيبي كان عندنا وكالعادة مش عارف يتكلم معايا بسبب أحمد؛ فطلب من بابا إني أخرج معاه في أي مطعم كمان يومين، أنا رفضت تمامًا علشان أحمد ميزعلش منّي؛ لكن بابا أصرّ على قراره كَالعادة، وهو إنّي أخرج معاه.

          *********************

عدّى يومين وإجا موعد خروجنا، خرجت معاه على أحد المطاعم، طلبنا الغدا، وفضلنا منتظرين..

_أخبارك اي؟

ابتسمت بتصَنُّع وجاوبته:-

=بخير.

حتي مسألتهوش على حاله لأنّي مش بطيق أتكلم معاه، وحقيقي كنت بفرح جدًا لما أحمد كان بيجي يقعد معانا علشان منعرفش نتكلم.

الجرسون إجا ووضع الأكل؛ فبدأنا ناكل في صمت تام.

خلصنا غدا واستأذنته أروح أغسل ايدي، روحت وكان المكان بعيد عن ضجّة المطعم، أيْ إنّه كان مكان هادئ نسبيًا..

غسلت ايدي وخرجت، اتفاجئت بخطيبي واقف قُدّام الباب، بصيتله باستغراب..

_خير يا محمد؟!

مردّش عليّا، وبدأ يقرّب منّي بطريقة مُريبه، لدرجة خوّفتني، بدأت أرجع للخلف وأنا مرعوبة وبسأله في اي لكنّه كان مُلتزم الصمت.

سندت بضهري على الجدار اللي لقيته ورايا فجأة.. قرّب منّي وحَطّ ايده على الجدار ورايا ومعرفتش أتحرك.. وكان لسه ه‍....

غمضت عيني جامد وأنا بَحُط ايدي على وشّي وأنا بتمني من خوفي إنّي أختفي في اللحظة دي.

فجأة حسيته بيتسحب بعيد عنّي جامد... فتحت عيني لقيت أحمد ماسكه من قفاه "كأنّه قفشه وهو بيسرق الشباشب من قُدّام باب الجامع في وقت صلاة الجمعه" 😹😹

وما هي اللي لحظات حتي لقيت محمد في الأرض، وأحمد نازل ضرب فيه، الناس اتلمّت علينا، وبعدوا أحمد عن محمد بصعوبة.

أحمد مسكني من ايدي جامد وسحبني وراه، ركَّبْني العربية، وساق بسرعه وتهوّر لحد ما وصلنا عند باب العمارة، نزل من العربية وضرب الباب بقوة، وإجا عندي فتح الباب وشدّني من دراعي جامد برّا العربية وسحبني وراه، طلع السلالم وأنا مَسحوبه وراه وبحاول أجاري سُرعته، وفي نفس الوقت مرعوبة من عصبيّة لأنّي أول مرة أشوفه بالحالة دي.

وصلنا عند باب شقّتي، ولسه هَيدقّ الباب لقى بابا بيفتحه..

بابا اترعب من هَيْأتي لأن وشّي كُله كان غرقان دموع، وكذلك أحمد كان متعصّب جدًا.

أحمد زقّني على بابا، وبابا كان مُتفاجئ جدًا من اللي بيحصل، بصّلي وقال:-

_مالك يا بنتي، وفين خطيبك؟

هنا أحمد اتعصب أكتر، واتكلم بعصبية وصوت عالي..

_خطيبها!!!!.. هو ده اللي مآمْنه على بنتك ومطلّعها معاه؟

بابا جاوبه بهدوء واستغراب:-

=في اي يابني؟

أحمد ردّ بنفس عصبيّته:-

_في إنّ البيه اللي أنت مآمْنه على بنتك كان بيحاول يع*تدي عليها في قلب المطعم ومش هامّه حدّ خالص، لولا ستر ربنا وإنّي كنت هناك ولحقته في الوقت المُناسب يا عالِم كان اي اللي حصل.

مقدرتش أسمع أكتر من كده ودخلت جري على غرفتي ..

عدّى اليوم ده وبابا كلّم صاحبه اتخانق معاه بسبب اللي ابنه عمله، وطلب مِنّه يجي ياخد الدبلة، وبالفعل ده اللي حصل، وأنا كنت مبسوطة جدًا.

        **********************

عدّى أسبوعين كاملين مشوفتش فيهم أحمد ومكنش بيطلع البلكونة أبدًا، ودا كان سبب في بُكائي على طول.

وفي يوم إجا بابا وطلب مِنّي ألبس وأجهّز نفسي لأنّ في عريس متقدّملي وأنا لازم أقعد معاه.

_بس يا بابا مش....

قاطعني بصرامة:-

=اللي عندي قلته جهزي نفسك.

حاولت معاه كتير لكنّه موافقش.

دخلت غرفتي طلّعت لبسي وفضلت أبكي، ليه بابا مُصّر، ومش مراعي مشاعري بعد اللي حصل معايا من أسبوعين، وأحمد ازاي يبعد عنّي أسبوعين، هل اتخلى عنّي بالسهولة دي؟

إجا المعاد اللي هَقعد فيه مع عريس الغفله زي ما بيقولوا... بابا طلبني فَأخدت العصير وطلعت، وبعدها بدقايق بابا طلع هو والشخص اللي جاي مع العريس وأنا فضلت باصّه في الأرض بحزن من وقت ما دخلت ومتكلمتش.

_عجباكِ أوي السجادة؟.. لو حابّه هبقا أجيب منها في بيتنا!

رفعت وشّي بسرعه أول ما سمعت صوته، أيوه هو أحمد بنفسه، عمري ما غلطت أبدًا في صوته.

بصيتله بسعادة والابتسامة من الخدّ للخدّ وقلتله بهمس:-

=أحمد!

ابتسم بمرح وقالّي:-

_لا عمّك مُحسن البوّاب.

فضل يتكلّم معايا، واحنا الاتنين الإبتسامة عارفة طريقها في وجهنا.

تم تحديد الخطوبة وكتب الكتاب كمان أسبوع.

عدّى الأسبوع وإجا اليوم المنتظر، وأنا الفرحة مش سَيعاني.

"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"

مفوقتش غير على الجمله دي، ولقيت نفسي في حُضن أحمد وصوت الزغاريط في كُلّ مكان.

_بحبك.

قالهالي وهو بيشدد من احتضاني..

=كان ممكن تسيبني ليه يا أحمد؟

همس:-

_محدش يقدر يتحمّل نكدك وجنانك غيري.

ضحكت ما بين دموع فرحتي وقلتله:-

=والنكدية دي متقدرش تعيش من غيرك.

ابتسمت أكتر وكمّلت:-

=أوفيت بِوعدي، وهَا أنا أُسَلِّمكَ قلبي من جديدٍ لِتحفظهُ بين أَضلُعكَ.

_وأنا أعدكِ بِأنّي سأحفظهُ كَحِفظي لماسَةٍ نادرةٍ أخشى عليها من لمسةٍ ناعمة.

=أُحبكَ بحجمِ الفرقِ بين السماءِ والأرضِ، وربّما أكثر بقليل.

"بعض الوعود تبقى كما هي💙"

#هاجر_أحمد_عبدالحي "شجن"


      ꧁꧁꧁꧂꧂꧂


                 أتمنىٰ أن يكون أعجبكم💙

         لا تنسوا تعليق برأيكم فضلًا💙

            دمتُم بخير أحبائي في الله💙


     __________________


   زورونا على قناة اليوتيوب 👇👇

       https://youtube.com/channel/UC4JFhoLLZPQk8M97T4DMMmA


التعليقات



جريدة كُتاب إيلاف، جريدة أدبيه لنشر كل ما يَخص الأدب من خواطر، نصوص، مقالات، قصص، روايات، شِعر، حوارات صَحفية، كُتب إلكترونية، مواهب مُختلفة، كما أنها جريدة إخباريه، لعرض كل ما هو جديد من أخبار على مدار اليوم.

إتصل بنا

زوار الموقع

زوار الموقع

أعلن معنا

موضوع مُميز

«ترنيمة قلب» كتاب لمجموعة كُتاب

 كتاب «ترنيمة قلب»  لتحميل كتاب«ترنيمة قلب» أضغط هُنا https://www.mediafire.com/download/x47yzn4cyz5k578

الساعة الآن

جميع الحقوق محفوظة لـ

جريدة كُتاب إيلاف

|

تصميم أحمد كِشك