جريدة كُتاب إيلاف جريدة كُتاب إيلاف
randomposts

آخر الأخبار

randomposts
randomposts
جاري التحميل ...
randomposts

اسكريبت بعنوان"بعد الضيق يأتي الفرج"للكاتبة ندى السرساوي|"جريدة كُتاب إيلاف"

 



كنت ماشي في الطريق، وفجأة لقيت طفل بيبكي بصوت عالِ جدًا.




-بتعيط ليه يا حبيبي؟ مين مزعلك؟




بصلي باستغراب وكأنه مستغرب ليه أنا سألته، وفي نفس الوقت كان يبكي بشدة




- طب فين أهلك؟




=مش عارف. " قال كدا وهو بيبُص حواليه وكان خايف جدًا




- مش عارف!! طب أنتَ أي جابك هنا




=ماما قعدتني هنا وقالتلي هتجيب حاجات وبعدين هتيجي تاخدني




- طب بس يا حبيبي بطل عياط ومتقلقش أنا قاعد معاك أهو لحد ما مامتك تيجي، أنتَ اسمك أي؟




=اسمي يوسف




-ماشي يا يوسف، طب أي الورقة اللِ أنتَ ماسكها دي دي




=دي ماما قالتلي خليها معاك متضيعهاش، ولما تيجي هتاخدها مني 




-طب ممكن أشوفها وهديهالك تاني




=اتفضل، بس هاخدها تاني دلوقت عشان ماما قالتلي متضيعهاش




-حاضر يا يوسف هاشوفها واديهالك 








"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا اسمي هيام عبدالمقصود، ودا ابني يوسف، أنا مريضة بكانسر، والدكتور قال أن في خلال يومين مش هبقى موجودة علىٰ قيد الحياة، ابني ملهوش حد في الدنيا غيري، أنا مش طالبه غير أنك تاخد الطفل اليتيم دا تربيه كأخ أو ابن ليك، وأن شاء الله ربنا هيجازيك علىٰ دا كل خير"








قرأت الكلام دا في زهول والدموع ماليه عيوني، وبدأت انظر للطفل واتذكر نفسي لما فارقتني أُمي وانا صغير، وهنا قررت إني هربي الطفل دا مع عبدالله وسيف




.. أي دا يا حازم مين الطفل دا؟!




-هقولك بس استني أخد نفسي يا دعاء ............ بس دا كل إللِ حصل، وعشان كدا انا قررت أننا هنربي الطفل دا مع اولادنا عبدالله وسيف، يعني من انهارده بقى عندنا عبدالله وسيف ويوسف




.. أنتَ معاك حق، أحنا لازم نهتم بالطفل دا زي عبدالله وسيف بالظبط، هو دلوقت ملهوش غيرنا، بس في حاجه دلوقتِ 




-اي يا دعاء في أي؟




..دلوقتِ المسؤولية ذادت علينا، أحنا بنلبي طلبات عبدالله وسيف يدوبك المصروف بيكفي وأنتَ عارف




-دعاء ربنا اللِ بيرزق وأكيد ربنا هيقف معانا، وأنا من بكرا أن شاء الله هدور على شغل تاني جمب اللِ أنا فيه




..ماشي يا حازم أن شاء الله تلاقي شغل




=عمو هي ماما اتأخرت ليه؟




هااا......هي كلمتني يا يوسف وقالت أنك هتقعد معايا هنا كام يوم بس وبعدين هتيجي تاخدك




بدأت الدموع تنزل من عينه، ونظراته ليا كأنه بيقول:" ونبي وديني عند ماما"




              ________________________




تاني يوم وأنا في طريقي لشغلي سمعت شخص كان قاعد جنبي في القطر بيقول:" أحنا كدا كملنا العدد اللِ كُنا محتاجيه، باقي بس واحد بس، لو واحد كمان قدم وفيه الصفات المناسبه يبقىٰ تمام، وحاجه كمان يا مصطفىٰ متنساش انهارده روح للأسطى محمود عشان تجيب من عنده العربيه بتاعتي؛ لأن متبهدل أنا في القطر بقالي يومين أهو......"








-لو سمحت ممكن سؤال يا أستاذ؟




=أه طبعًا اتفضل




هو أنتم محتاجين شخص كمان في أي؟!




=بصلي كدا بنظرات غريبه من فوق لتحت وبعدين قال:" أنتَ اللِ تنفع في الشغلانة دي"




-شغلانة.........شغلانة أي؟ أنا كنت محتاج شغل أصلًا لو متاح شغل أنا موافق معنديش مشكلة




=استن بس مش لما تعرف شغل أي الأول




- أه طبعًا هعرف وكل حاجه، ولكن عشان أنا محتاج شغل ضروري، فوافقت على دا من غير ما اعرف




=طب علىٰ العموم لو أنتٰ فعلًا محتاج لشغل، أنتَ ممكن تيجي معايا الشركة دلوقتِ، وهناك هقولك نظام الشغل أي.




- تمام ماشي معنديش مشكلة، مع أن كدا مش هروح شغلي انهارده




=شغل! لأ أنتَ من انهارده تنسىٰ الشغل اللِ كُنت فيه دا، أنتَ من انهارده اسمك هيبقىٰ متسجل في أكبر شركات الشرق الأوسط، وبعدين أنتَ كُنت شغال أي يا....؟




-حازم يا فندم اسمي حازم، كنت شغال في سوبر ماركت




=وأنا استاذ علاء، سوبر ماركت أي بس أنت اللِ ذيك شاب وسيم وطويل ما شاء الله، كان المفروض يشتغل معانا من زمان




-والله يا فندم دا من زوق حضرتك، وأنا أكيد هبقى مبسوط جدًا لو اشتغلت معاكم، هو فاضل كتير على ما نوصل؟




=لا، خلاص قربنا الشركة في أول الشارع الجديد




-طيب تمام




              _________________




أول ما دخلنا الشركة والعمال شافوا أستاذ علاء، الكل قام وقف، أنا كنت مستغرب جدًا ليه الناس دي بتقف أول ما يشوفوه، لحد ما وصلنا عند باب مكتب مكتوب عليه من برا "المُدير"، وأستاذ علاء دخل المكتب دا، هنا استغربت جدًا أنه مُدير الشركة.








=بُص يا حازم، أنتَ هتشتغل معانا هنا كحارس من حُراس الشركة




-حارس! "قُلت كدا وأنا مبسوط؛ لأن كان نفسي في حاجة زي دي من زمان جدًا




=ها يا حازم قولت أي؟. حازم!!




-هااااا




=هاا أي بس بقالي ساعة بكلمك، أي رأيك أنك تبدأ شغل معانا والمرتب ١٢٠٠٠ جنيه، وكمان هيزيد على مدار الفترات اللِ جايه، كل ما أنتَ بتهتم بشغلك كل ما مُرتبك ليزيد




-والله يا فندم أنا مش عارف أقول أي بجد




=يعني موافق ولا.....




-لا لا موافق طبعًا




=طيب تمام روح لأستاذ مُصطفىٰ في المكتب اللِ جمبي، وهو هيدلك الزي الرسمي بتاع الشغل، وأن شاء الله تقدر تبدأ شغل معانا من دلوقتي




-حاضر جدًا ليك يا فندم




              ______________________




أول ما دخلت عند أستاذ مُصطفىٰ بصلي بصات غريبة وهز رأسه وبعدين قال:"أهم حاجه هنا في الشركة الألتزام بالمواعيد، اتفضل الزي الرسمي بتاع الشغل، ومن دلوقت تبدأ تشوف شغلك، أخدت منه الزي وفي نفس الوقت كنت خايف من نظراته ليا، وكأنه المُدير مش أستاذ علاء








-مغرفش شايف نفسك على أي" قولت كدا بصوت واطي جدًا "




=بتقول حاجة يا أستاذ؟




- لا لا بقول يعني لو كان لون البدلة دي فاتح شويه كانت هتبقى أجمل




= أنت جاي تستظرف، اتفضل شوف شغلك




-حاضر ....حاضر




               _______________________




-بس دا كُل اللِ حصل انهارده يا دعاء




=الحمد لله أنا كنت واثقه جدًا في ربنا، أنه هيقف جنبنا وهيساعدك تلاقي شغل




=تعرفي يا دعاء كل دا بسبب يوسف، أيو الوظيفة دي ربنا كرمني بيها بسبب يوسف بس، دعاء خُدي بالك من يوسف زي عبدالله وسيف بالظبط، وكل ما هنهتم بيه أكثر زي أولادنا باظبط كل ما ربنا هيوفقنا في حياتنا أكثر.




= معاك حق يا حازم، أحنا لازم نحط في بالنا خلاص أن يوسف دا بقه طفل من أطفالنا




-أه احنا من دلوقت بقى عندنا يوسف وعبدالله وسيف، الحمد لله على نعمة ربنا دي، أن شاء الله نقدر نعلمهم احسن علام، وبأعلى مستوىٰ.




      ___________________




وتمُر الأيام وفي يومٍ......




-يلى يا دكتور يا يوسف هنتأخر علىٰ المعاد




=أي يا بابا بتشيك براحتي الله! "قال كدا بمزح"




..سيبه يا بابا ياخد راحته بقه، مش عريس!




-ونبي يا هندسه تسكت أنتَ خالص، مش فاكر أنتَ يا عبدالله في يوم خطوبتك، لما جيت من الشغل وروحنا نخطبلك على طول من غير ما حتى تغسل وشك، عشان برضو كنا اتأخرنا على الناس، وأنت بقى يا حضرة الظابط مش ناوي تخطب أنتَ كمان، لما نشوفك هتفضل تتشيك زي يوسف كدا ولا هتعمل زي عبدالله




..لا يا بابا أن كان عليا أنا مش هخطب اصلًا غير لما أنت تخطب " قال كدا بضحك"




-يختاااااي طب اسكت هتسمعنا........




   _______




الراحة كلها في الجملة دي فعلا:" أن اللِ بيعمل الخير، ربنا هيعوضه خير أضعاف أضعاف الخير دا، وما ادراك من عوض الله سبحانه وتعالى"








بقلم /ندى السرساوي



         ______________________




    




    




    


التعليقات



جريدة كُتاب إيلاف، جريدة أدبيه لنشر كل ما يَخص الأدب من خواطر، نصوص، مقالات، قصص، روايات، شِعر، حوارات صَحفية، كُتب إلكترونية، مواهب مُختلفة، كما أنها جريدة إخباريه، لعرض كل ما هو جديد من أخبار على مدار اليوم.

إتصل بنا

زوار الموقع

زوار الموقع

أعلن معنا

موضوع مُميز

«ترنيمة قلب» كتاب لمجموعة كُتاب

 كتاب «ترنيمة قلب»  لتحميل كتاب«ترنيمة قلب» أضغط هُنا https://www.mediafire.com/download/x47yzn4cyz5k578

الساعة الآن

جميع الحقوق محفوظة لـ

جريدة كُتاب إيلاف

|

تصميم أحمد كِشك