جريدة كُتاب إيلاف جريدة كُتاب إيلاف
randomposts

آخر الأخبار

randomposts
randomposts
جاري التحميل ...
randomposts

اسكريبت بعنوان"ضَحية الحب" للكاتبة ندى السرساوي|"جريدة كُتاب إيلاف"|

 


كيف لشخصٍ أن يعلق أحدًا بهِ ثم يتركهُ ويرحل؟! 

ظَلت في صدمة بعد كلامهِ هذا. 

=هتفضلي ساكته كدا مش هتتكلمي

-وأنا هيبقى عندي كلام أقوله بعد اللِ قولته دا

= أنا مش شايف أني قولت حاجة غلط في الكلام اللِ قولته، أنا فعلًا حاسس بكدة، ومن زمان كنت عاوز أقولك بس مكنتش عارف أجيبهالك أزاي

-يعني طول المدة دي كنت بتضحك عليا، ليه عملت كدا؟! أنا عملت فيك أي وحش؟! ليه مقولتيش من وقتها؟! على الأقل مكنتش أتعلقت بيك أوي كدا 

=عشان ....عشان .....

-عشان أي؟! وأنا اللِ كنت مفكره... ولا بلاش...بلاش طالما كدا كدا الموضوع أتقفل، أستأذن أنا.

غادرت المكان مُسرعُا؛ لأن الدموع كانت تملأ عيونها، ولا تُريد أن يلاحظ بذلك. 

_____________

= أيمان تعالي يلىٰ عشان تفطري الفطار جاهز

- مليش نفس يا ماما 

=ملكيش نفس!! وهتفضلي لأمته تقولي مليش نفس، أنتِ على كدا من أمبارح، لا أكل ولا شرب، حرام عليكِ نفسك يا بنتي، أصلًا أسلام دا مكنتش بطيقه، وكنت حاسه أنه مش من نصيبك، تعالي بقى كلي وأنسي اللِ فات وركزي في مستقبلك

- حاضر يا ماما هاكل بس سبيني شويه معلش 

= أيمان دكتور مصطفى اتصل وقولتله أنك تعبانه شويه ومش هتروحي الشغل انهارده

-ليه يا ماما قولتيلوا كدا، لأ طبعًا لازم أروح الشغل، مش كفايه أمبارح مرحتش، هغيب انهارده كمان، كدا هيفكر أني بكسل اروح الشغل، وكمان لو غبت يومين ورا بعض هيتخصم من مرتب الشهر، وأنتِ عارفه أن يدوب القبض بيكفي.

=طيب خلاص ماشي يا بنتي روحي، بس خدي بالك من نفسك، ربنا ينور طريقك يا رب.

____________

-مش تحاسب

=بعتزر جدًا يا......، هو أنتِ اسمك أي؟

-حصل خير، عن أذنك

= مقولتيش اسمك أي؟

-وأنتَ مالك

=طب أنتِ منين؟

-اللااه وأنتَ مالك يا عم، وسلام بقى عشان متأخرة علىٰ شغلي

=شغل!! طب لاحظه بس هقولك حاجه يا أنسة، طب بيتك فين استني بس ....


-أذي حضرتك يا دكتور

=أذيك يا إيمان، جيتي ليه والدتك قالت إنك تعبانه 

-لا الحمد لله يا دكتور بقيت كويسه 

=طيب يا إيمان تقدري تستلمي شغلك وأستأذن أنا بقى، ولو احتجتيني في حاجه رني عليا 

-شكرًا يا دكتور.

________________

=دكتور عادل رايح فين كدا 

-أذيك يا دكتور مصطفى

=بخير الحمد لله، أنتَ بتدور علىٰ حاجة ولا أي، ماشي تتلفت حولك ليه

-هااا ...دا ...دا ...

=دا أي بس مالك كده مُرتبك مين واخد عقلك كدا، طيب تعالى في كفاتريه هنا في أول الشارع، تعالى نتكلم فيها.

-تمام يلى ودي تبقى فرصة كويسه بحيث نقعد مع بعض شويه؛ لأن بقالي كتير مقعدتش معاك

= هااا يا سيدي أحكي، حاسس كدا عاوز تقول حاجة، مش أنتَ دكتور عادل يبقىٰ مُرتبك أوي كدا إلا إذا كان في حاجة شاغلة بالك.

-أيو فعلًا في حاجه شاغله بالي 

=طب قول بقى عشان شوقتني أعرف 

-قمر

=أيه! أنتَ شارب حاجة ولا أي، أنتَ واعي بتقول أيه؟ (قال كدا بضحك)

-أيو أنا مركز جدًا انهارده، بقولك شوفت قمر، قمر يا ناس 

=بجد! لأ أنتَ فجأتني، يا عم متهزرش بقه، ما أي حد ممكن يشوف قمر عادي جدًا

-لأ أنا شفت قمر حاجه مختلفه خالص عن القمر اللِ الناس ببتشوف، جمالها لا يُوصف ولا يُكتب، عيونها الواسعة، شعرها الطويل، ملامحها زي بنات أيام الستينات بالظبط.

=ايو بقه هي الحكايه كدا طب ما تتقدملها.

-هو أنا أعرف هي فين بس

=نعم! أومال عرفتها أزاي؟!

-قابلتها من شويه و .......دا كُل اللِ حصل وملحقتش أعرف عنها أي حاجه

=أن شاء الله تقابلها تاني صدفة وتبقى من نصيبك

- طب وأنتَ عملت أي مع البنت اللِ كنت بتقول أنك بتحبها

=هعمل أي يعني، مقدرش أعمل حاجه لأنها مخطوبة لواحد تاني، بس يمكن اللِ مصبرني شويه أني على الأقل بشوفها كل يوم، هي لسه شغاله عندي في الصيدلية، ويمكن اليوم اللِ بتاخد أجازة فيه ومش بعرف أشوفها بحث أن يومي ناقصه حاجه

-يبني أعمل زي ما قولتلك، واجهها بالموضوع وقولها، أو روح أتكلم مع مامتها وهي هتفهمك، مش أنتَ قولتلي قبل كدا أن مامتها ست كويسه يبقى أكيد هتفهمك.

=تفتكر كدا؟!

-أيو طبعًا دا الحل المناسب

________________

= هااا يا إيمان الشغل عامل أي انهارده 

- كله ماشي تمام يا دكتور مصطفى.

=طب كويس جدًا، بقولك يا إيمان

-أتفضل يا دكتور 

= هو ...ال...بصي....

-أيه يا دكتور خير مُرتبك ليه كدا 

= لأ مفيش مش مركز بس وعاوز أنام صاحي بدري انهارده، بصي هو ....هو أنتِ عامله أي مع أسلام خطيبك، يعين هو كويس معاكي وكدة؟!

-بعد أذنك يا دكتور مصطفى أنا مش عاوزه حد يفتح معايا موضوع أسلام دا، أسلام خلاص كُل شئ نصيب، يعني خلاص سبنا بعض، والحمد لله على كُل حال.

=بجد والله (قال كدة بضحك)

-أي يا دكتور، أنتَ فرحان ولا أي!

=لأ والله مش قصدي بس الموضوع أنتِ فجأتيني

- طب أستأذن أنا يا دكتور عشان أتأخرت، سلام

=طبعًا بكرا مش هشوفك لأن أجازه، مش ممكن نتقابل

-نتقابل!! لا يا دكتور صعب جدًا

=تمام يا أيمان تتعوض الفتره الجايه أن شاء الله 

_______________

=ألووو، أيو يا دكتور عادل، أنا مبسوط جدًا، هتطير من الفرحه بجد مش مصدق، خبر حلو مش عارف أنام غير لما أقولك.

-خير طالما رنيت عليا في وقت متأخر كدا، يبقى فعلًا الخبر حلو لدرجه أنك معرفتش تنام غير لما تقولي.

=هتقدملها، أنا كنت فاقد الأمل أنها متبقاش من نصيبي، هشوف هروح أتقدم أمته وأقولك تيجي معايا؛ لأن زي ما أنتَ عارف أنا مليش حد غيرك ممكن يجي معايا

-أحنا أخوات أكيد أنت بتقول أيه! أنا معاك في أي وقت تحتاجني فيه 

=أن شاء الله نروح يوم الثلاثاء الجاي 

-أن شاء الله 

_____________

-دكتور مصطفى شفتها تاني (قال كدا بفرحه) 

=بتقول أي؟!  

-بقولك شفتهااااااا، وعرفت عنوان بيتها كمان واتكلمت مع مامتها في الموضوع

=طب أزاي؟!! شوف بقه النصيب، أنا كنت واثق أنك هتقبلها تاني، بس مقولتليش أزاي دا حصل! 

-أنتَ عارف أن كل يوم جمعه لازم أروح أقعد على الشاطئ، ومن حسن الصدف شفتها هناك......... 


"وحياتي عندك، لو كان لي عندك خاطر، ما تراجع قلبك قبل ما يجي اليوم وتسافر.... وحيااااتي عندك لو كان لي عندك خاطر، ما تراجع قلبك قبل ما يجي اليوم وتسافر.... وأن كان بُعدك شئ متقدر خُدني معاك من غير ما تفكر.... خدني معاك وأنا مش ممكن أبدًا أقدر على الأشواق...." 

سمعت الصوت دا وأنا قاعد على الشاطئ، وبعدين شفت فتاة على مسافة أمتار مني هي صاحبة الصوت، فضلت أقرب واحدة واحده وكانت نبضات قلبي بتزداد كل ما أقرب منها أكتر 


-أي دا هو أنتِ!! 

=أنتَ تاني، عن أذنك

-عن أذنك أي بس، هو أنتِ فاكره هسيبك تمشي كدة بالسهولة دي، أنا ما صدقت لقيتك أصلا، وبعدين صوتك حلو اوي كملي الأغنيه

=والله! 

-والله صوتك جميل جدًا، ولكن ليه أختارتي الأغنيه دي؟! 

=صدق مش عارفه، بس ممكن عشان الجرح كبير جدًا في قلبي

-جرح! هو أنتِ كتتي مُرتبطه قبل كدا؟! 

=أيو ولسه من يومين سبنا بعض. 

-طب أي رأيك فيا؟! أنا حبيتك جدًا من أول مرة شفتك فيها 

=كلكم بتقولوا كدا، كلكم كدابين

-أنا غير أي حد، أنا فعلا حببتك من أول نظرة، شفت بنات كتير جدًا، وعمر ما قلبي دق لحد، لكن لما شفتك حسيت أن روحي رجعتلي من جديد، محتاج أعرف عنوان بيتك بس، وأنا مستعد أتقدملك من دلوقت

=عن أذنك عشان متأخره

-طب والعنوان يا أنسه.... أنا حتى مش عارف أسمك

___________

=مساء النور يا ماما

.. مساء الجمال يا قلب ماما، يلى غيري هدومك وتعالي عشان كنت عوزاكي في موضوع 

=حاضر يا ماما 

      ترن ترن... ترن ترن............... 

.. هروح أفتح الباب 

=لا يا ماما استني هفتح أنا..... هو أنتَ! أي جابك هنا؟! 

-في حد يقول لحد كدا برضو، مش بدل ما تقوليلي اتفضل، أنتِ دوختيني على ما وصلت، فضلت ماشي وراكي والحمد لله عرفت العنوان و........ 

.. مين على الباب يا إيمان؟ 

=مفيش يا ماما دا... دا... 

-لأ في يا طنط، قوليلها أني محتاجها في موضوع، مفيش أزاي! 

فتح الباب ودخل من غير ما أقوله اتفضل

=أي البجاحه دي، هو أنا قولتلك تدخل

-أيوا واستني بقه اديني فرصة أعرف أتكلم مع طنط 

.. عيب يا إيمان كدا، اتفضل يا بني 

-شكرًا جدًا يا طنط، كنت محتاج حضرتك في موضوع. 

.. قول أنا سمعاك يا....... 

-دكتور عادل..... عادل يا طنط

.. تشرفت بيك يا دكتور عادل، محتاج تقول أي

-كنت محتاج أقول........ ودا كل اللِ حصل من يوم ما شفت إيمان، وأنا فعلًا محتاجها في حياتي 

=خلصت كلام اتفضل بقه (قالت كدا وهي قايمه عشان تفتحله الباب) 

-شايفه يا طنط بتعاملني أزاي، أنا مكنتش أتوقع أن هيبقى دا رد فعلها بجد

.. معلش يا دكتور هي عشان متضايقه شويه، سيبها بس كام يوم وأنا هقنعها بنفسي 

-لا يا طنط ولا يهمك مفيش مشكله، بس ممكن رقم حضرتك عشان أعرف اتواصل معاكِ تاني 


_________ _________ __________


-دا كُل اللِ حصل يا مصطفى

=حلو جدًا يا عادل، أنا مُتفائل قوي وأن شاء الله تبقى من نصيبك

-أن شاء الله

                  *******************


تمُر الأيام وعادل ما زال ينتظر مكالمة من والدة إيمان بالموافقة، وأيضًا ما زال مصطفى يُفكر كيف يتقدم ل إيمان وهل هي ستوافق عليه أم لا، أما بالنسبة للفتاة فهي ما زالت على حالها، يُسيطر الحُزن على قلبها لفراق حبيبها...... 


-الوو السلام عليكم... اذيك يا طنط

.. وعليكم السلام يا دكتور مصطفى

-إيمان بقالها كام يوم فين كدا، مش بتيجي الشغل ليه؟! 

.. والله مانا عارفة أقولك أي يا دكتور، أيمان في حالة صعبة جدًا، من يوم الجمعة اللِ فاتت وهي قاعدة لواحدها، ومش بتتكلم مع حد

-من يوم الجمعة، ليه دا كله!! أنا جاي حالًا


                   ****************

-هي فين يا طنط

.. في أوضتها يا دكتور 

-طيب تسمحيلي أدخلها؟ 

.. أتفضل يا دكتور، حاول تتكلم معاها هي هتسمع منك

- إيمان.... إيمان أفتحي الباب أنا دكتور مصطفى... يا إيمان..... إيمان


ظل على ذلكَ الحال لأكثر من نصف ساعة، هُنا بدأ القلق يظهر على ملامحه، ووالدتها دموعها تنهمر بغزارة، هُنا فكر مصطفى أن يكسر الباب، وبالفعل بدأ أن يفتح الباب بقوة، وعندما فُتح الباب وجدها مرمية على الأرض، أحملها مُسرعًا الى سيارته وأنقلها الى أقرب مُستشفى، وفي ذلك الحين كان يُسيطر الحُزن على والدتها خوفًا على ابنتها....... 



-أيه الأخبار يا دكتور

=أحنا عملنا الازم، ولكن من كتر الحزن المسيطر على قلبها دا عملها ضعف في عضلات القلب، الموضوع وصل للقلب، وأن شاء الله خير. 

-القلب! طيب يا دكتور مفيش حل للموضوع دا 

=دكتور مصطفى أحنا هنعمل اللِ علينا وكلة بأيد ربنا

-تمام يا دكتور شكرًا جدًا ليك


بدأ مصطفى يفكر، هل يخبر والدتها بذلك، أم يبقى ذلك سرًا، وبعد تفكير طويل قرر ألا يخبر أحد بذلك 


.. دكتور مصطفى الدكتور قالك أي؟! 

-قال هتبقي كويسة أن شاء الله هتبقى كويسة متقلقيش 

.. أن شاء الله يا رب 

                ***********

-أخبارك دلوقت يا إيمان

=الحمد لله يا دكتور مصطفى

-يلى بقه يا ستي قومي قلقتينا عليكي، الدكتور قال هتبقي كويسه في خلال كام ساعة بس

=متكدبش عليا يا دكتور مصطفى، أنا عرفت كل حاجة، سمعت الدكتور وهو بيتكلم مع الممرضة

-طب وأي المشكلة، مع الوقت وانتظامك في العلاج هتبقي كويسة أن شاء الله 



وتمضي الأيام مسرعة.... وتتحسن حالتها يومٍ تلو الآخر، وهنا قرر مُصطفى أن يتقدم لها ويتحدث مع والدتها بالموضوع، في حين قرر عادل أيضًا أن يذهب لوالدتها ويتحدث معها أيضًا؛ لأن مر شهر ولم تتصل بهِ والدتها... 


=ألوو يا دكتور مصطفى، أخبارك يا عم فينك كدا مختفي من زمان محدش سامع صوتك

-أذيك يا دكتور عادل، هنا يا عم بس شويه مشاغل كدا الفترة اللِ فاتت

=خير أن شاء الله ربنا معاك، كنت عاوزك أنهاردة هروح أتقدم للبنت اللِ كلمتك عنها

-هي والدتها كلمتك ولا أي؟! 

=لا مستني المكالمة اللِ وعدتني بيها من شهر فات ولكن مرنتش للأسف، وعشان كدا هروح تاني انهاردة

-انهاردة!! طب ما تأجلها ليوم تاني وأنا هاجي معاك، لأن انهاردة عندي مشوار مهم جدًا وصعب أاجله

=طيب خلاص يا دكتور مش لازم هروح لوحدي وخلاص، وأن شاء الله المرة الجاية أخدك معايا، تكون الشبكه... قول أمين

-أمين. "قال بضحك" أبقى طمني عملت أي وأنا هدعيلك وأن شاء الله توافق عليك

=أن شاء الله، في رأيك اشتري ورد وأنا رايح

-ورد صح فكرتني أشتري الورد

=تشتري ورد!! 

-قصدي فكرتني أقولك تشتري ورد

-أوك.... باي باي يا دكتور

=باى


           ____________________________


 بدأ عادل ومصطفى بالأستعداد للذهاب إلى الفتاة في نفس اليوم، فمن فيهما سوف يلتحق بها؟! 


وصل مصطفى في مكان بيت الفتاة، ولكن بمسافة تبعد عن ببتها أمتار، وبدأ ينظر إلى البيت وهو متردد قليلًا ويفكر في رد فعل الفتاة عندما تعلم أنهُ يتقدم لها، وبعد قليل رآى مصطفى عادل يدخل البيت وهو يمسك بوكيه ورد، تعجب كثيرًا من الأمر، ولكن بدأ أن يهدأ نفسه قائلًا "لعل الفتاة التي يُحبها عادل في نفس البيت"، ولكن قرر أن يذهب وراء عادل ليتأكد من الأمر، وفي نفس الحين كان يرتعد من شدة الخوف.... الخوف من أن تكون الفتاة هي نفسها إيمان، بدأ عادل أن يضع قدميه على درج البيت درجة تلو الآخرىٰ، وفي نفس الحين كانت نبضات قلبه تزداد أكثر فأكثر، حتى وصل أمام شقتها وهنا لم يعد يحتمل أكثر، وها هُنا سمع صوت عادل بداخل الشقة، كانت الصدمة، وبعد ذلك لم يعد يحتمل فترك المكان مُسرعًا وذهب وحزن العالم يحتويه.. 


             **********************

.. نورتنا يا دكتور عادل

-بنورك يا طنط، تسلميلي شكرًا جدًا لحضرتك

.. ها يا إيمان قولتي أي، عادل شاب كويس جدًا وبيحبك بجد، هروح أعملكم حاجه تشربوها تكونوا قررتوا مع نفسكم

-هااا يا إيمان قولتي أي؟! 

=قولت.... قولت مش عارفه 

-بجد قولتي مش عارفه!..." قال بضحك"

=أنتَ بتهزر

-هو أنا قولت حاجه دلوقتِ، طب لو وافقتي هوديكِ الملاهي

=والله! 

-اه والله وهجيبلك شوكلاته كمان

= على فكرة أنا مريضه قلب هتتجوز واحدة مريضة قلب

-مريضه قلب! "قال كدا بحزن" طب وأيه المشكلة 

=وممكن دا يؤثر على الخلف

-وأي المشكلة ما أنتِ هتبقي بنتي وهتعوضيني عن دا، وهتبقي أم ليا وهتعوضيني عن فقدان أُمي، وهتبقي أُختي وهتعوضيني عن الاحساس دا لان معنديش أخوات، وهتبقي كُل عالمي، أنا محتاجك أنتِ زي ما أنتِ كدا، أنا حبيتك بجد من أول نظرة، هااا موافقة

=موافقة بس بشرط

-عيوني ليكِ

=هتوديني الملاهي زي ما قولت؟! 

-هوديكِ الملاهي

=وهتجبلي شوكلاته

-حاضر هجبلك... حاجة تاني

=أه هتجبلي ايس كريم؟! 

-حاضر.. حاضر.... حاااااضر "قال بضحك"، هجبلك كُل اللِ أنتِ عوزاه. 

خلاص موافقة موافقة موافقة...." قالت بضحك"



عاد عادل إلى بيتهِ فرحًا بخصوص ذلكَ الخبر، وبدأ بالأتصال إلى مصطفى كي يحدثه بالأمر مثلما طلب منهُ مصطفى أن يُطمأنه، وفي نفس الحين كان مصطفى يجلس في غرفتهُ مُحدثًا نفسهُ والدموع تمتلأ عيناه قائلًا " كل حاجه حلوه بحبها ليه بتروح مني، هو أنا وحش أوي كدا"

وهُنا وجد مصطفى أسم عادل على التلفون ثم أمسك الفون بيديهِ بقوة شديدة وأرماة على الأرض ثم قال"بكرهك... بكرهك يا عادل، ليه أخدتها مني، ليه... "

ويظل عادل في الإتصال بمصطفى ولكن يعطيه مُغلق، ظل على ذلك عدة ساعات حتى وصلت الساعة الثانية صباحًا ، بدأ عادل يقلق على مصطفى، وبالرغم من أن الوقت كان موتأخرًا للغاية ألا أن قرر عادل أن يذهب إليه ليطمأن عليهِ، ذهب عادل إلى بيتهِ وظل أيضًا يطرق الباب بعض من الوقت ولكن لم يستجيب مُصطفى عليهِ، وهنا بدأ عادل يُفكر ماذا يفعل، ولأن شقة مُصطفى كانت في الطابق السفلي، قرر عادل أن يدخل من النافذة ليعرف ما الأمر، وعندما دخل الشقة وجدهُ.... وجدهُ مرميًا على الأرض وهو مغرقًا في دماؤه، ووجد بجانبهِ ورقة... 


" أحببتك حقًا، أحببتك لدرجة أنكِ كُنتِ كُل أحلامي، لم أكُن بحاجة لحلمٌ آخر، نعم.. كُنتِ حلمي....حلمي الكبير، كُنتِ هدفي أسعىٰ لكي أصل إليهِ، أحببتك بكُل ما فيكِ، أخذتي قلبي بأكمله، فكيف لأنسان أن يعيش بدون قلب؟... "


أدهش عادل بالبكاء وهو يقرأ ذلكَ الحديث، ثم جلس قليلًا حتى يهدأ، وبعد ذلك أتصل بالشرطة كي تتحقق من الأمر.. 


عزيزي القارئ أتظنّ أنتَ لِمَ وصل مصطفى لهذه الدرجة؟! ولِمَ وصلت إيمان أيضًا لهذا؟! بالرغم من أنهما الاثنين حبا بصدق، ولكن أتعلمُ ما الفرق؟! 

الفرق في البدايات.... نعم البدايات الجديدة وما هي إلا أن يُعطي الفرد لنفسهِ فرصة بأن يبدأ حياة جديدة لتخلُق أملًا جديدًا ليُضئ لهُ العتمة مرة أُخرى، فعليكَ أنت أيضًا أن تُعطي لنفسك فرصة لتبدأ من جديد لتصنع لكَ التفاؤل بعد خَيبة الأمل مُجددًا صفحة بيضاء أُخرى... تخطّ عليها سطور حياتك الجديدة. 


بقلمي/ندى السرساوي ✍️


          ꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂


             

             

        















التعليقات



جريدة كُتاب إيلاف، جريدة أدبيه لنشر كل ما يَخص الأدب من خواطر، نصوص، مقالات، قصص، روايات، شِعر، حوارات صَحفية، كُتب إلكترونية، مواهب مُختلفة، كما أنها جريدة إخباريه، لعرض كل ما هو جديد من أخبار على مدار اليوم.

إتصل بنا

زوار الموقع

زوار الموقع

أعلن معنا

موضوع مُميز

«ترنيمة قلب» كتاب لمجموعة كُتاب

 كتاب «ترنيمة قلب»  لتحميل كتاب«ترنيمة قلب» أضغط هُنا https://www.mediafire.com/download/x47yzn4cyz5k578

الساعة الآن

جميع الحقوق محفوظة لـ

جريدة كُتاب إيلاف

|

تصميم أحمد كِشك