جريدة كُتاب إيلاف جريدة كُتاب إيلاف
randomposts

آخر الأخبار

randomposts
randomposts
جاري التحميل ...
randomposts

قصة قصيرة بعنوان"قيد"للكاتبة دعاء أبو الدهب|جريدة كُتاب إيلاف

 


‏⁧‫#قصة_قصيرة‬⁩ "قيد"

‏تدور أحداث هذه القصة في زمنٍ بعيدٍ ما بعد ٢٠٣٠؛ حيثُ تغيرت معالم العالم وأصبح أكثر تطورًا وتقدمًا، ولكنه انحدر إلى أدنى مستويات الإنسانية، وزادت الحروب العالمية، وسيطر نظام جديد، هذه القصة تحكي عن فتاة تُدعى "مريم" التي كانت أحد ضحايا الأوبئة.
"‏أغمض عينيك لتري الحقيقة"، في أحد التجمعات التي تم إنشائها لحماية البشر من الفيروسات والحرب وقد قُسمت إلى ملاجئ تحت الأرض، عاشت لسنوات وسنوات.
‏الساعة الرابعة فجرًا ما زالت مريم تفكر هل ستتمكن من الفرار من ذلك المكان؟، هل ستخرج إلى الأرض مرةً أخرى؟.
- ‏مريم هل أنتِ مستيقظة؟ 
- نعم يا سارة لم أتمكن من النوم.
- أمازلتِ تُفكرين؟
- نعم، أنا لا أستطيع أن أبقى هكذا دائمًا.
- حسنًا، وما الحل إذًا؟
- ‏لابُد من تغيير الوضع الحالي يا سارة.
- أنتِ تحلمين؛ سأستكمل نومي.
- لقد أكملت صنع جهازي، الجهاز القادر على كشف أي فيرس في أي مكان.
- أنتِ عبقرية، هيا الآن لِننام قبل أن تأتي المشرفة وتُعاقبنا.
الساعة السادسة صباحًا وكعادتهم في هذا المكان الذي هو أشبه بالسجون الحربية، تتحرك الروبوتات لتُيقظ الجميع في نفس الوقت لا تأخير، ‏تحرك الجميع نحو غرفة الطعام تنظر مريم من حولها لا تشعر بأي شيء، إلا بهذا الجمود الذي أصاب هؤلاء؟ يبدو أن الجميع فقد الاحساس كالبشر، يتحركون وكأنهم ألة لا تشعر بأي شيء، بعد الإفطار ينقسمون إلى مجموعات؛ للعمل.
مرت ساعات وهي منغمسة في التفكير في كيفية الخروج من هذا الكهف المظلم، ذهبت إلى المعمل خلسة؛ لكي تقوم بإجراء عدة تجارب قبل استخدام الجهاز، وكان عليها أن تنتبه للوقت جيدًا، لكنها لم تسمع التنبيه، وإذا بالباب ينفتح؛ فاختبئت خلف أجهزة التعقيم العملاقة وكان هناك تفتيش أمني، كادت أنفاسها أن تنقطع وقلبها ينخلع من الخوف، سمعت أحدهم يقول: لا أحد منهم يستطيع أن يدخل هنا. وأردفَ عليه الأخر: هم كالأموات، وأخذ يضحك بصوتٍ عالي، فانصرفوا، تحركت بسرعة قبل أن يشعر أحد أنها ليست موجودة، وقبل مرور المشرفات تمكنت من العودة، بدلت ملابسها سريعًا؛ حتى لا يكتشف أمرها، ‏هكذا مر اليوم تلوَ الأخر حتى جاء يوم ما قبل الخروج.
- ‏سارة...
- نعم يا مريم؟
- سأخرج مِن هُنا.
- ها أنتِ مرةٌ أخرى، نفس الحديث.
- لا هذه المرة سأتحرك بالفعل.
- حسنًا، هل ستستطيعين الخروج عبرَ البوابات؟.
- نعم، أنا أعرفُ جيدًا طريق الخروج.
- ولكني خائفة.
- ‏لا تخافي، نحن بالأصل أموات، والأموات لا تخاف.
ابتسمت سارة وقامت وضمت مريم بحضن عميق شعرت مريم بالاستغراب، ما هذا؟ أتذكر أمي كانت تفعل هكذا حينما كنت أخرج من المنزل، وأخذت كُلًا منهما تتذكر ما مروا به وكيف مضى الوقت في ذلك الملجئ.
استيقظت وجهزت نفسها وقامت بكتابة ورقة، ووضعتها بجوار سارة برفق وقبل خروجها تمكنت من تعطيل جهاز التعقب، لكنها لن تمر من البوابات، ستمر بمكان أخر...
في صباح الأربعاء الساعة السادسة ‏خرجت من أحد الأنفاق السرية للملجئ الخاصة بدخول وخروج الأجهزة الخطيرة والأدوية الجديدة للقيام بالتجارب خاصة، ‏وحينما أقتربت من البوابة، تسألت ماذا سيحدث لها؟ صراع بداخلها لا تدري ماذا حل بها، هل تخاف من المواجهة؟ أغمضت عينيها وكانت كل الأحداث تمر أمامها، وكأنَ كل شيء حدث بالأمس، التقطت أنفاسها وخرجت مسرعة، وأخذت أشعة الشمس تلامس وجهها وتنفست بعمق كأنها تعانق الحياة، أخذت تسير في الشوارع تبحث عن المكان الذي كانت تعيش فيه وأسرتها الصغيرة، لكن الأشياء هنا لم تبدو كما كانت عليها في السابق، أكملت السير بسرعةٍ؛ حتي لا تتمكن الأجهزة الأمنية من ملاحقتها، وعندما وصلت هناك، سال الدمع من عينيها وكأنها ترى أمها وأبيها وتسمع صوت صديقاتها، صوت الصراخ حينما كان يلعبون، وصوت ضحكاتهم البريئة، وكيف كانت حياتهم قبل ما حدث، ليت الأيام تعود، ولكن كانَ عليها أن تكمل السير،
‏أكملت الطريق وكانت لاتدري إلى أين تذهب؟ وكانت لا تزال تسمع همس الجدران والحنين لا ينتهي بداخلها، هناك كانت تلعب وهنا مدرستها هنا لعبت وجلست مع أمها، الذكريات تلاحقها أينما ذهبت، جلست والدمع يملأ عينيها تنظر إلى السماء التي كانت تظن أنها لن تتمكن أن تراها مرةً أخرى،كيف لي أن أبقى هناك كيف لي أن أعيش تحت الأرض! كيف لهم ولعدالتهم أن تجعل منا جرذان! نحن من يدفع ثمن لفقدانهم الضمير وخلل العدالة وقلب الموازين.
توقفت عن البكاء وأكملت طريقها وهي تتداعب الزهرات الصغيرة وتلمس الأشجار كأنها ولدت من جديد، ‏مر الوقت ولكنها لم تشعر به وحينما تعبت من المشي جلست تحت شجرة وكانت تسمع صوت العصافير وتنظر إلى السماء، وأخيرًا تمكنت من الخروج من ذلك الكهف، وقفت وتابعت طريقها بلهفة وشوق، يمضي الوقت حاملًا معه كل الأسى والتعب أخذت تمشي، وتمشي حتى لحق بها التعب والجوع، ‏وبجانب أحد المباني العملاقة جلست من شدة التعب وكانت لا تدري أين هي، أغمضت عينيها وراحت في نوم عميق، وكأنها طفلة صغيرة جلست بين ذراعي أمها، ‏حينما بدأت تصحو وجدت الأمن في كل مكان والسلاح في يدهم شعرت بالذهول لِما تراه!.
ماذا يحدث في اليوم التالي بدأت الاخبار تنشر كالنار في الهشيم وبدا الاستنكار كيف لهؤلاء أن يخرجوا من هناك كيف لهم يتجرئون على الهرب، أخذت وسائل الأعلام تنشر الخبر عبر شاشتها، وشددت الأجهزة الأمنية الحراسة والمراقبة على الملاجئ وزادات حملات التفتيش وتم أخفاء مريم، ولن يتمكن أحد من معرفة أين اختفت؟.
بعد مرور أكثر من شهرين 
‏في أحد الغرف المظلمة، تجلس مريم وحيدة وفي يدها أحد أجهزة التسجيل المطورة وبدات تتحدث وكانت تشعر بأنها المرة الأخيرة، ‏لم تكن الحياة يومًا عادلة كما كنت أحلم، لم أتمكن من تغير أي شيء كما كنت أريد، عندما هربت من الملاجئ لم أكن أعرف أن السماء جميلة هكذا وأن للزهور صوت وللأماكن دافئ غريب، لم أكن أدري ما الغاية من هذه الحياة، فلتسقط عدالتكم إن لم ترسم لنا عالمًا جميلًا، إن لم ترسخ الإنسانية والمساواة، هذه لحظاتي الأخيرة ولكن عليكم أن تعرفوا جيدًا أن الجدران ستتحطم ذات يوم.
المكان من حولها بدأ يتسلل فيه الضوء وكانت يد أمها تمسكها وصوت أبيها ينادي: هيا يا مريم هي يا صغيرتي، تعالِ معنا ليس لنا مكان هنا، خفت الضوء رويدًا رويدا وأغمضت عينيها .

بقلم/ دعاء أبو الدهب "سُلاف"


  1. ما شاء الله قصه جميييله ورائعه واحداثها حلوة جداااا نبدعه يا دعاء الف مبروووك الكتاب من تقدم لتقدم باذن الله🌹♥️🌹🌹♥️

    ردحذف

التعليقات



جريدة كُتاب إيلاف، جريدة أدبيه لنشر كل ما يَخص الأدب من خواطر، نصوص، مقالات، قصص، روايات، شِعر، حوارات صَحفية، كُتب إلكترونية، مواهب مُختلفة، كما أنها جريدة إخباريه، لعرض كل ما هو جديد من أخبار على مدار اليوم.

إتصل بنا

زوار الموقع

زوار الموقع

أعلن معنا

موضوع مُميز

«ترنيمة قلب» كتاب لمجموعة كُتاب

 كتاب «ترنيمة قلب»  لتحميل كتاب«ترنيمة قلب» أضغط هُنا https://www.mediafire.com/download/x47yzn4cyz5k578

الساعة الآن

جميع الحقوق محفوظة لـ

جريدة كُتاب إيلاف

|

تصميم أحمد كِشك