"بقاء ميت"
أخي العزيز، أكتُب إليك تلكَ الكلمات، وأنا اوقن أنكَ لن تقرأها، وسَتُضع في صندوقي الأسود الراقد تحت فراشي وكأنه يخشي إعصار، ولستُ أدري ما جدوي هذه الكلمات، فقط نقدم أرواحنا على هيئة أحرف مُبعثرة، ربما نلتقي بِمن يكملها، وكنت أنت دائمًا ما تكملني، حتي رحلت فأصبح النقص يتملك مني من جديد، مر على فراقك ما يجعل عظامك رماد، ومر على روحي ما أهلكها على قيد الحياة، لم تموت أنت فقط بل مُت معكَ وروحي بجوارك، أكتب وأنت لن تقرأ لي كعادتك، سامحني لأنني لم أكتب لكَ في حياتك وكنت أسخر منك عندما تُريد مني أن اتغزل بكَ، ويا ليتكَ تعود يومًا واحدًا فأكتب بكَ قصيدة، عيناكَ التي كانت تبث الطمائنية في صدري كيف حالها؟ تلك الحفرتين التي تُزين وجنتيك كيف حالها؟ هل يكرم التراب مثواك؟أوقن بأنه أقل ثُقالًا مِن تلكَ الحياة البائسة، ولأنني أوقن أن أفعالك لن تدفعكَ إلا للنعيم، أود أخبارك أنني تمزقتُ إربًا ولم يعد مني سوي يدًا تكتب ما يحرق قلبها، لعل النيران تطفأ ولكن لم تطفأ النيران ولا الكلمات تُجدي نفعًا، كمريض مبثورةً قدماه، ولكني بتر قلبي، أتمني كل ليلة بأن نلتقي قريبًا، الطقس بالخارج مليئًا بالامطار وأنا صعدتُ إلي سفح البيت، ظللتُ اراقبك من الأعلى وأدعو اللَّه أن نلتقي، أرسلتُ إليكَ رسائل عدة، وأوقن أن اللَّه سيخبرك بها لانه دائمًا ما كان يرفع الثقل عن روحي، رأيت القمر قابع في السماء، والنجوم تزينه وكأنها تعزف له سيمفونية يتراقص عليها، هذا كان وصفك في كل مرة تتفقد بها النجوم وحدك يا أخي من قال يقول أن النجوم أكثر اشراقًا وقيمة من القمر، حينها سألتك لماذا؟ فقلت: القمر يمتلك كل شيء، النور بالرغم مِن أنه مُظلم، أحباب يتراقبونه كل ليلة، عزل حبيب لِمحبوبته، القمر مذكور دائمًا دون أن يفعل شيء، النجوم تُشبه المستضعفين، بالرغم من أن لا معجبين لها إلا أنها مازلت تُشرق وهكذا نحن يا ليليان نجوم لا أقمار.
دائمًا ما كُنت فيلسوف دون أن تدرس الفلسفة، عالم دون أن تجلس في مخبر كيمياء، كُنت كل شيء جاء من اللا شي أو العدم، لتعلن أنك هنا، عافرت الصخر والقبيلة وأنت، لذا مازلت أفخر بك، واقول لدي أخ يُشبه النور في الليالي المظلمة.
أنتهت الكلمات ولم ينتهي الشعور.
_أمنية عادل.
تحفه
ردحذف